الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين
وبعــــــــــــــــــد
هي أم معبد التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقة مهاجرا الى المدينة المنورة, وذلك المكان لا زال الى الآن يسمى بخيمة أم معبد.
لقد كان لها موقف مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو: انه عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودليلهما عبد الله بن أريقط, مروا على خيمة أم معبد الخزاعية رضي الله عنها, وكانت امرأة برزةو جلدة, تحتبى بفناء القبة, ثم تسقي وتطعم, فسالوها لحما وتمرا ليشتروا منها, فلم يصيبوا شيئا من لك, وكان القوم مرملين مسنتين أي لا زاد لهم, وقد أصابهم الجدب والقحط, فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى شاة في جانب الخيمة, فقال عليه الصلاة والسلام: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت رضي الله عنها: هي شاة خلفها الجهد والتعب والاعياء عن بقيّة الغنم, فقال عليه الصلاة والسلام: هل بها من لبن؟ اجابت: هي أجهد من ذلك, فقال عليه الصلاة والسلام: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها لبنا فاحلبها.
فدعا بها النبي صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرع الشاة وذكر اسم الله, ودعا لها في شاتها, ففتحت الشاة رجليها كي يحلبها, ودرّت, واجترّت, ودعا باناء يروي الرهط الكثير ويشبعهم, فحلب فيه لبنا سائلا كثيرا حتى علاه البهاء وبريق الرغوة ولمعانها, ثم سقاها حتى رويت, وسقى صاحبيه حتى رووا, ثم كرروا الشرب حتى أنهم بالغوا من الري, ثم حلبها ثانية حتى امتلأ الاناء, ثم تركه لديها, وبايعها صلى الله عليه وسلم, ثم ارتحلوا عنها.
وصفها الدقيق للنبي صلى الله عليه وسلم
ثم قدم زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا هزالا, فلما رأى اللبن تعجّب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عاعطاي حيال-بعيدة عن المرعى- وهي أيضا لا تحمل, ولا حلوب في البيت سواها؟ فقالت رضي الله عنها: مرّ بنا رجل مبارك- ثم وصفته صلى الله عليه وسلم له فقالت: رايت رجلا ظاهر الوضاءة, حسن الوجه, أبلج الوجه, حسن الخلق, لم تعبه ثجلة, ولم تر به صعلة- صغر الرأس- وسيم, قسيم, في عينيه دعج, وفي أشفاره وطف, وهو طويل شعر أشفار العين, وفي عنقه سطع, وفي صوته صحل, وفي لحيته كثافة- غزارة- أزج أقرن, ان صمت فعليه الوقار, وان تكلم سما وعلا البهاء, أجمل الناس وأبهاه من بعيد, وأحسنه وأجمله من قريب, حلو المنطق, فصل, لا نزر ولا هذر, كأن منطقه خرزات نظم يتحدرنّ, ربعة, لا بائن ولا طول, ولا تقتحمه عين قصر, غصن بين غصنين, فهو أنضر الثلاثة منظرا, وأحسنهم قدرا, له رفقاء يحفون به, ان قال: انصتوا لقوله, وان أمر تبادروا الى أمره, محفود محشود, لا عابس ولا مفند.
معاني بعض الكلمات:
لم تعبه ثجّة: مسرخيا بطنه ومستويا بلا كرش. دعج: شدة سواد العيون.
لا عابس ولا مفنّد: صادق.
فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة, ولقد هممت أن أصحبه, ولأفعلنّ ان وجدت الى ذلك سبيلا, فأصبح صوت بمكة عال يسمعونه ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه ............رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر واعتدي به ............. فقد فاز من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مقام فناتهم ............ ومقعدها للمسلمين بمرصد
وقد روي أنّ ام معبد كانت يومئذ مسلمة, وقيل: بل قدمت عليه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأسلمت وبايعت, وأيا كانت الرواية فرضي الله عن من أحسن وصف النبي صلى الله عليه وسلم, ورضي الله عن
جميع الصحابة وصلى الله وسلم على من رباهم.
دعواتكـــــــــــــــم
</I>
وبعــــــــــــــــــد
هي أم معبد التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقة مهاجرا الى المدينة المنورة, وذلك المكان لا زال الى الآن يسمى بخيمة أم معبد.
لقد كان لها موقف مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو: انه عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودليلهما عبد الله بن أريقط, مروا على خيمة أم معبد الخزاعية رضي الله عنها, وكانت امرأة برزةو جلدة, تحتبى بفناء القبة, ثم تسقي وتطعم, فسالوها لحما وتمرا ليشتروا منها, فلم يصيبوا شيئا من لك, وكان القوم مرملين مسنتين أي لا زاد لهم, وقد أصابهم الجدب والقحط, فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى شاة في جانب الخيمة, فقال عليه الصلاة والسلام: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت رضي الله عنها: هي شاة خلفها الجهد والتعب والاعياء عن بقيّة الغنم, فقال عليه الصلاة والسلام: هل بها من لبن؟ اجابت: هي أجهد من ذلك, فقال عليه الصلاة والسلام: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها لبنا فاحلبها.
فدعا بها النبي صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرع الشاة وذكر اسم الله, ودعا لها في شاتها, ففتحت الشاة رجليها كي يحلبها, ودرّت, واجترّت, ودعا باناء يروي الرهط الكثير ويشبعهم, فحلب فيه لبنا سائلا كثيرا حتى علاه البهاء وبريق الرغوة ولمعانها, ثم سقاها حتى رويت, وسقى صاحبيه حتى رووا, ثم كرروا الشرب حتى أنهم بالغوا من الري, ثم حلبها ثانية حتى امتلأ الاناء, ثم تركه لديها, وبايعها صلى الله عليه وسلم, ثم ارتحلوا عنها.
وصفها الدقيق للنبي صلى الله عليه وسلم
ثم قدم زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا هزالا, فلما رأى اللبن تعجّب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عاعطاي حيال-بعيدة عن المرعى- وهي أيضا لا تحمل, ولا حلوب في البيت سواها؟ فقالت رضي الله عنها: مرّ بنا رجل مبارك- ثم وصفته صلى الله عليه وسلم له فقالت: رايت رجلا ظاهر الوضاءة, حسن الوجه, أبلج الوجه, حسن الخلق, لم تعبه ثجلة, ولم تر به صعلة- صغر الرأس- وسيم, قسيم, في عينيه دعج, وفي أشفاره وطف, وهو طويل شعر أشفار العين, وفي عنقه سطع, وفي صوته صحل, وفي لحيته كثافة- غزارة- أزج أقرن, ان صمت فعليه الوقار, وان تكلم سما وعلا البهاء, أجمل الناس وأبهاه من بعيد, وأحسنه وأجمله من قريب, حلو المنطق, فصل, لا نزر ولا هذر, كأن منطقه خرزات نظم يتحدرنّ, ربعة, لا بائن ولا طول, ولا تقتحمه عين قصر, غصن بين غصنين, فهو أنضر الثلاثة منظرا, وأحسنهم قدرا, له رفقاء يحفون به, ان قال: انصتوا لقوله, وان أمر تبادروا الى أمره, محفود محشود, لا عابس ولا مفند.
معاني بعض الكلمات:
لم تعبه ثجّة: مسرخيا بطنه ومستويا بلا كرش. دعج: شدة سواد العيون.
لا عابس ولا مفنّد: صادق.
فقال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة, ولقد هممت أن أصحبه, ولأفعلنّ ان وجدت الى ذلك سبيلا, فأصبح صوت بمكة عال يسمعونه ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه ............رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر واعتدي به ............. فقد فاز من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مقام فناتهم ............ ومقعدها للمسلمين بمرصد
وقد روي أنّ ام معبد كانت يومئذ مسلمة, وقيل: بل قدمت عليه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأسلمت وبايعت, وأيا كانت الرواية فرضي الله عن من أحسن وصف النبي صلى الله عليه وسلم, ورضي الله عن
جميع الصحابة وصلى الله وسلم على من رباهم.
دعواتكـــــــــــــــم
</I>